فصل: قال عبد الكريم الخطيب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال عبد الكريم الخطيب:

قوله تعالى: {كُلُّ نفْسٍ بِما كسبتْ رهِينةٌ}. أي كل نفس مرتهنة بما كسبت، مأخوذة بما عملت، مجزية بالخير خيرا، وبالسوء سوءا..
قوله تعالى: {إِلّا أصْحاب الْيمِينِ فِي جنّاتٍ يتساءلون عنِ الْمُجْرِمِين ما سلككُمْ فِي سقر} هو مستثنى من قوله تعالى: {كُلُّ نفْسٍ بِما كسبتْ رهِينةٌ}.
فهذا حكم عام على الناس جميعا، مؤمنين وغير مؤمنين، حيث ترتهن كل نفس بما عملت، ثم يعود اللّه سبحانه وتعالى يفضله على المؤمنين، أصحاب اليمين، فيدخلهم الجنة.. ولو أن دخول الجنة كان مرتهنا بالأعمال، لما دخل أحد الجنة ولكن الإيمان باللّه، والأعمال الطيبة في ظلّ الإيمان، من شأنه أن يجعل المؤمن أهلا لإحسان اللّه إليه، ودعوته إلى الجنة، يتبوأ منها حيث يشاء..
وفى الحديث: «لا يدخل أحد الجنة بعمله»، قيل ولا أنت يا رسول اللّه؟.
قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدنى اللّه برحمته»..
وقوله تعالى: {فِي جنّاتٍ} خبر لمبتدأ محذوف، تقديره، هم في جنات.
وقوله تعالى: {يتساءلون} حال من أحوال المؤمنين في الجنة.
وقوله تعالى: {عنِ الْمُجْرِمِين} تتعلق بقوله تعالى: {يتساءلون} أي أن تساؤلهم في تلك الحال هو تساؤل عن المجرمين، أهل النار.
وقوله تعالى: {ما سلككُمْ فِي سقر} هو مما تساءل به أهل الجنة، عن أهل النار، حيث اطلعوا عليهم، فسألوهم: {ما سلككُمْ فِي سقر}؟ أي ما نظم جمعكم فيها، وشدكم إليها، كما يشد الخرز في سلكه؟.
وأهل النار، وأهل الجنة، يرى بعضهم بعضا، ويحادث بعضهم بعضا..
أصحاب النار.. يصرخون، ويصرخون، وأصحاب الجنة يحمدون اللّه أن عافاهم من هذا البلاء الذي يرون كثيرا من أهلهم، وعشيرهم، وصديقهم، بتقلبون على جمره.. وهذا ما يشير إليه سبحانه وتعالى في قوله جل شأنه: {ونادى أصْحابُ النّارِ أصْحاب الْجنّةِ أنْ أفِيضُوا عليْنا مِن الْماءِ أو مِمّا رزقكُمُ اللّهُ قالوا إِنّ اللّه حرّمهُما على الْكافِرِين} (50: الأعراف).
قوله تعالى: {قالوا لمْ نكُ مِن الْمُصلِّين ولمْ نكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِين وكُنّا نخُوضُ مع الْخائِضِين وكُنّا نُكذِّبُ بِيوْمِ الدِّينِ حتّى أتانا الْيقِينُ}.
هذا هو الجواب الذي أجاب به أصحاب النار أصحاب الجنة عن تساؤلهم عنهم: {ما سلككُمْ فِي سقر}؟
إن الذي سلكهم في سقر، هو أنهم لم يكونوا من المصلين، أي لم يكونوا مؤمنين، لأنهم لو كانوا مؤمنين، لكانوا من المصلين... وأنهم لم يكونوا يؤدون حق عباد اللّه فيما خولهم اللّه من نعم، فلم يطعموا المساكين، ولم يخرجوا زكاة أموالهم، التي منها يطعم المسكين.. وأنهم يخوضون مع الخائضين، فلم يتأثّموا من منكر، ولم يتحرجوا من فاحشة.
بل كانوا مع كل جماعة ضالة، وعلى كل مورد آثم.. وأنهم كانوا يكذبون بيوم الدين، أي يوم القيامة، فلم يؤمنوا بالبعث، والحساب، والجزاء..
هذا، وليس من اللازم أن تكون هذه المآثم جميعها مجتمعة في كل واحد منهم.. فقد يكون في أهل النار من تجتمع فيه هذه المآثم كلها، وقد يكون فيهم من تلبسّ بمأثم منها، فيدخل النار.. وعلى هذا يمكن أن تكون إجاباتهم تلك مشاعة فيما بينهم، كما يمكن أن يكون لكل أهل مأثم جوابهم الذي كشفوا به عن دخولهم النار بسببه..
وعلى أىّ فإن أىّ مأتم من تلك المآثم يخرج صاحبه من عداد المؤمنين، وبضيفه إلى جماعة المجرمين.. والمجرم، هو الكافر، كما يقول سبحانه: {إِنّهُ منْ يأْتِ ربّهُ مُجْرِما فإِنّ لهُ جهنّم لا يمُوتُ فِيها ولا يحْيى} [74: طه]..
قوله تعالى: {حتّى أتانا الْيقِينُ}- إشارة إلى أنهم ظلموا متلبسين في حياتهم بهذه المآتم حتى أتاهم اليقين، وهو الموت، فماتوا على ما هم عليه من ضلال..
فلم تختم أعمالهم بالتوبة والعمل الصالح..
وسمّى الموت يقينا، لأنه عند الموت يعاين المحتضر حقيقة ما كان يكذب به، من أمور الحياة الآخرة.. ومنه قوله تعالى: {واعْبُدْ ربّك حتّى يأْتِيك الْيقِينُ} (99: الحجر)..
روى أن أم العلاء الأنصارية، قالت: لمّا قدم المهاجرون المدينة، اقترعت الأنصار على سكناهم، فصار لنا من المهاجرين، (عثمان بن مظعون) في السكنى، فمرض، ثم توفّى، فجاه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فدخل، فقلت: رحمة اللّه عليك أبا السائب، فشهادتى أن قد أكرمك اللّه! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وما يدريك أن اللّه قد أكرمه؟» فقلت: لا، واللّه ما أدرى!! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما هو فقد أتاه اليقين من ربه، وإنى لأرجو له الخير، واللّه ما أدرى وأنا رسول اللّه ما يفعل بي ولا بكم!» فقول الرسول الكريم: «أما هو فقد أتاه اليقين من ربه»، يشير إلى أن عثمان بن مظعون، هو الذي يعرف المصير الذي صار إليه، بعد أن مات، وكشف عن عينيه الغطاء.. فالموت هو الذي جاء بالخبر اليقين، ولهذا سمى الموت باليقين، لأنه يرد بالإنسان مورد الحق..
قوله تعالى: {فما تنْفعُهُمْ شفاعةُ الشّافِعِين}.
هو تعقيب على ما ذكر المجرمون من جرائمهم التي ألقت بهم في جهنم.. وهذا التعقيب هو من أصحاب الجنة الذين سألوهم، وتلقوا منهم جواب ما سألوا عنه، فكان تعقيبهم على هذا بقولهم:
{فما تنْفعُهُمْ شفاعةُ الشّافِعِين}.
فتكون الفاء هنا واقعة في جواب شرط محذوف تقديره: وإذن فهم كافرون، وإذن {فما تنْفعُهُمْ شفاعةُ الشّافِعِين}.
لأن الكافرين لا شفيع لهم، على حين أن عصاة المؤمنين يشفع لهم من الملائكة، والنبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، ممن رضى اللّه عنهم، وارتضى شفاعتهم فيمن يشفعون لهم. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{كُلُّ نفْسٍ بِما كسبتْ رهِينةٌ (38)}
استئناف بياني يبين للسامع عقبى الاختيار الذي في قوله: {لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر} [المدثر: 37] أي كل إنسان رهْن بما كسب من التقدم أو التأخر أو غير ذلك فهو على نفسه بصيرة ليكسب ما يفضي به إلى النعيم أو إلى الجحيم.
و{رهينة}: خبر عن {كل نفس} وهو بمعنى مرهونة.
والرهن: الوثاق والحبس ومنه الرهن في الديْن، وقد يطلق على الملازمة والمقارنة، ومنه: فرسا رِهانٍ، وكِلا المعنيين يصح الحمل عليه هنا على اختلاف الحال، وإنما يكون الرهن لتحقيق المطالبة بحق يخشى أن يتفلت منه المحْقوق به، فالرهن مشعر بالأخذ بالشدة ومنه رهائن الحرب الذين يأخذهم الغالب من القوم المغلوبين ضمانا لئلا يخيس القومُ بشروط الصلح وحتى يعطوا ديات القتلى فيكون الانتقام من الرهائن.
وبهذا يكون قوله: {كل نفس} مرادا به خصوص أنفس المنذرين من البشر فهو من العام المراد به الخصوص بالقرينة، أي قرينة ما تعطيه مادة رهينة من معنى الحبس والأسر.
والباء للمصاحبة لا للسببية.
وظاهر هذا أنه كلام منصف وليس بخصوص تهديدِ أهل الشر.
و{رهينة}: مصدر بوزن فعِيلة كالشّتيمة فهو من المصادر المقترنة بهاء كهاء التأنيث مثل الفُعولة والفعالة، وليس هو من باب فعيل الذي هو وصف بمعنى المفعول مثيل قتيلة، إذ لو قصد الوصف لقيل رعين لأن فعيلا بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث إذا جرى على موصوفه كما هنا، والإِخبار بالمصدر للمبالغة على حد قول مِسْور بن زيادة الحارثي:
أبعْد الذي بالنّعْففِ نعْففِ كُويكِبٍ ** رهينةِ رمْس ذي تراب وجندل

ألا تراه أثبت الهاء في صفة المذكر وإلاّ لما كان موجب للتأنيث.
والاستثناء في قوله: {إلاّ أصحاب اليمين} استثناء منقطع.
و{أصحاب اليمين}: هم أهل الخير جعلت علاماتهم في الحشر بجهات اليمين في منأولة الصحف وفي موقف الحساب وغير ذلك.
فاليمين هو جهة أهل الكرامة في الاعتبار كجهة يمين العرش أو يمين مكان القُدُس يوم الحشر لا يحيط بها وصفنا وجعلت علامة أهل الشر الشمال في تنأول صحف أعمالهم وفي مواقفهم وغير ذلك.
وقوله: {في جنّات} يجوز أن يكون متعلقا بقوله: {يتساءلون} قدّم للاهتمام، و{يتساءلون} حال من {أصحاب اليمين} وهو مناط التفصيل الذي جيء لأجله بالاستثناء المنقطع.
ويجوز أن يكون {في جنات} خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم في جنات.
والجملة استئناف بياني لمضمون جملة الاستثناء ويكون {يتساءلون} حالا من الضمير المحذوف.
ومعنى {يتساءلون} يجوز أن يكون على ظاهر صيغة التفاعل للدلالة على صدور الفعل من جانبين، أي يسأل أصحاب اليمين بعضُهم بعضا عن شأن المجرمين، وتكون جملة {ما سلككم في سقر} بيانا لجملة {يتساءلون} وضمير الخطاب في قوله: {سلككم} يؤذن بمحذوف والتقدير: فيسألون المجرمين {ما سلككم في سقر}، وليس التفاتا، أو يقول بعض المسؤولين لأصحابهم جوابا لسائليهم قلنا لهم: {ما سلككم في سقر}.
ويجوز أن يكون صيغة التفاعل مستعملة في معنى تكرير الفعل أي يكثر سؤال كل أحد منهم سؤالا متكررا أو هو من تعدد السؤال لأجل تعدد السائلين.
قال الزمخشري في تفسير قوله تعالى: {واتقوا الله الذي تسّاءلون به} في أول سورة النساء (1) هو كقولك تداعينا.
ونقل عنه أيضا أنه قال هنا: إذا كان المتكلم مفردا يقال: دعوت، وإذا كان المتكلم متعدّدا يقال: تداعينا، ونظيره، رميتُه وتراميناه ورأيت الهلال وتراءيناه ولا يكون هذا تفاعلا من الجانبين اهـ.
ذكره صاحب الكشّاف في سورة النساء، أي هو فعل من جانب واحد ذي عدد كثير، وعلى هذا يكون مفعول {يتساءلون} محذوفا يدلّ عليه قوله: {عن المجومين}.
والتقدير: يتساءلون المجرمين عنهم، أي عن سبب حصولهم في سقر، ويدل عليه بيان جملة {يتساءلون} بجملة {ما سلككم في سقر} فإن {ما سلككم} في بيان للتساؤل.
وأصل معنى سلكه أدخله بين أجزاء شيء حقيقة ومنه جاء سِلْك العِقد، واستعير هنا للزج بهم، وتقدم في سورة الحجر (12) قوله تعالى: {كذلك نسْلُكْهُ في قلوب المجرمين} وفي قوله: {نُسْلِكْه عذابا صعدا} في سورة الجن (17).
والمعنى: ما زجّ بكم في سقر.
فإن كان السؤال على حقيقته والاستفهام مستعملا في أصل معناه كان الباعث على السؤال:
إِمّا نسيان الذي كانوا علِموه في الدنيا من أسباب الثواب والعقاب فيبقى عموم {يتساءلون} الراجع إلى أصحاب اليمين وعموم المجرمين على ظاهره، فكل من أصحاب اليمين يشرف على المجرمين من أعالي الجنة فيسألهم عن سبب ولوجهم النار فيحصل جوابهم وذلك إلهام من الله ليحمده أهل الجنّة على ما أخذوا به من أسباب نجاتهم ممّا أصاب المجرمين ويفرحوا بذلك.
وإما أن يكون سؤالا موجها من بعض أصحاب اليمين إلى ناس كانوا يظنونهم من أهل الجنة فرأوهم في النار من المنافقين أو المرتدين بعد موت أصحابهم، فيكون المراد بأصحابه اليمين بعضهم وبالمجرمين بعضهم وهذا مثل ما في قوله تعالى: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} الآيات في سورة الصافات (27، 28) وقوله فيها: {قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين} إلى قوله: {في سواء الجحيم} [الصافات: 51 55].
وإن كان السؤال ليس على حقيقته وكان الاستفهام مستعملا في التنديم، أو التوبيخ فعموم أصحاب اليمين وعموم المجرمين على حقيقته.
وأجاب المجرمون بذكر أسباب الزج بهم في النار لأنهم ما ظنوا إلاّ ظاهر الاستفهام، فذكروا أربعة أسباب هي أصول الخطايا وهي: أنهم لم يكونوا من أهل الصلاة فحرموا أنفسهم من التقرب إلى الله.
وأنهم لم يكونوا من المطعمين المساكين وذلك اعتداء على ضعفاء الناس بمنعهم حقهم في المال.
وأنهم كانوا يخوضون خوضهم المعهود الذي لا يعدُو عن تأييد الشرك وأذى الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
وأنهم كذبوا بالجزاء فلم يتطلبوا ما ينجيهم.
وهذا كناية عن عدم إيمانهم، سلكوا بها طريق الإِطناب المناسب لمقام التحسر والتلهف على ما فات، فكأنهم قالوا: لأنا لم نكن من المؤمنين لأن أهل الإِيمان اشتهروا بأنهم أهل الصلاة، وبأنهم في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم، وبأنهم يؤمنون بالآخرة وبيوم الدين ويصدقون الرسل وقد جمعها قوله تعالى في سورة البقرة (2 4) {هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون}
وأصل الخوض الدخول في الماء، ويستعار كثيرا للمحادثة المتكررة، وقد اشتهر إطلاقه في القرآن على الجدال واللجاج غير المحمود قال تعالى: {ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} [الأنعام: 91] وغير ذلك، وقد جمع الإِطلاقين قوله تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} [الأنعام: 68].
وباعتبار مجموع الأسباب الأربعة في جوابهم فضلا عن معنى الكناية، لم يكن في الآية ما يدل للقائلين بأن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة.
ويوم الدين: يوم الجزاء والجزاء.
و{اليقين}: اسم مصدر يقِن كفرِح، إذا علم علما لا شك معه ولا تردد.
وإتيانه مستعار لحصوله بعد أن لم يكن حاصلا، شبه الحُصول بعد الانتفاء بالمجيء بعد المغيب.
والمعنى: حتى حصل لنا العلم بأن ما كنا نكذب به ثابت، فقوله: {حتى أتانا اليقين} على هذا الوجه غاية لجملة {نكذب بيوم الدين}.
ويطلق اليقين أيضا على الموت لأنه معلوم حصوله لكل حيّ فيجوز أن يكون مرادا هنا كما في قوله تعالى: {واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين} [الحجر: 99].
فتكون جملة {حتى أتانا اليقين} غاية للجمل الأربع التي قبلها من قوله: {لم نكْ من المصلين} إلى {بيوم الدين}.
والمعنى: كنا نفعل ذلك مدة حياتنا كلها.
وفي الأفعال المضارعة في قوله: {لم نك}، و{نخوض}، و{نكذب} إيذان بأن ذلك ديدنهم ومتجدد منهم طول حياتهم.
وفي الآية إشارة إلى أن المسلم الذي أضاع إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة مستحق حظّا من سقر على مقدار إضاعته وعلى ما أراد الله من معادلة حسناته وسيئاته، وظواهره وسرائره، وقبل الشفاعة وبعدها.
وقد حرم الله هؤلاء المجرمين الكافرين أن تنفعهم الشفاعة فعسى أن تنفع الشفاعةُ المؤمنين على أقدارهم.
وفي قوله: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} إيماء إلى ثبوت الشفاعة لغيرهم يوم القيامة على الجملة وتفصيلها في صحاح الأخبار.
وفاء {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} تفريع على قوله: {كلّ نفس بما كسبت رهينة} أي فهم دائمون في الارتهان في سقر. اهـ.